قصة روح الجبال
إحدى القصص المرعبة التي حدثت في المغرب خلال حقبة الاستعمار الفرنسي ترتبط بالمقاومة ضد الاحتلال، وبالخصوص في منطقة الأطلس الكبير، حيث عرفت القبائل الأمازيغية مقاومة شديدة للاستعمار الفرنسي.
قصة "المقاومة في الأطلس الكبير" وقرية تاغيا:
في ثلاثينيات القرن العشرين، كانت منطقة الأطلس الكبير تعتبر من أكثر المناطق صعوبة على الفرنسيين في السيطرة، بسبب التضاريس الوعرة والعزلة الجغرافية. إحدى القرى المعروفة في هذه المنطقة هي قرية تاغيا، والتي كانت معروفة بمقاومة أهلها الشرسة ضد القوات الفرنسية.
كان الفرنسيون يحاولون السيطرة على جميع الطرق والممرات الجبلية لقطع إمدادات المقاومين، ولكن القبائل الأمازيغية كانت ترفض الاستسلام وكانت تفضل الموت على الخضوع.
في إحدى الليالي المظلمة في عام 1933، حاولت القوات الفرنسية فرض حصار محكم على قرية تاغيا، حيث كانت القوات تتحرك بسرية تامة عبر الجبال. وكان الجنود الفرنسيون قد تلقوا معلومات بأن القرية تأوي مجموعة كبيرة من المقاومين، لذلك كانوا يخططون لهجوم مفاجئ.
لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن المقاومين المحليين كانوا على علم بتحركات الفرنسيين. ففي تلك الليلة الغامضة، اختفت الفرقة الفرنسية بالكامل في ظروف غامضة. حينما وصلت التعزيزات إلى الموقع في صباح اليوم التالي، لم يعثروا على أي جندي من تلك الفرقة ولا على جثثهم. كل ما وُجد هو معدات عسكرية متناثرة وآثار غريبة في الأرض. القرويون أكدوا أن "الجنود الفرنسيين قد أخذتهم الجبال".
الحكايات المحلية تزعم أن هذه الحادثة كانت بسبب "لعنة" أو "روح الجبال"، إذ يعتقد بعض سكان المنطقة أن جبال الأطلس كانت مسكونة بأرواح قديمة تحمي المقاومين، وتنتقم من كل من يحاول استعباد أو ظلم أهل المنطقة.
رغم أنه لم يكن هناك تفسير منطقي لاختفاء الفرقة الفرنسية، فإن هذه القصة ظلت تُروى كواحدة من الأحداث الغامضة التي حدثت خلال فترة المقاومة المغربية ضد الاستعمار.
الفرنسيون، من جهتهم، حاولوا تكذيب القصة وتبرير الحادثة على أنها نتيجة "هجوم مفاجئ من المقاومين"، لكن الغموض المحيط بالقصة استمر في نشر الرعب في قلوب من سمع بها.