رحيل قبائل "آيت عطا"
https://www.profitablecpmrate.com/s45uuv05?key=b6e852b7caeae911f791bf0b60577e75 https://www.profitablecpmrate.com/bzu89b3nvt?key=9136c79975905ea9dab4b634bc2c122f https://www.profitablecpmrate.com/s45uuv05?key=b6e852b7caeae911f791bf0b60577e75 https://www.profitablecpmrate.com/s45uuv05?key=b6e852b7caeae911f791bf0b60577e75 Iframe sync
Accueil

رحيل قبائل "آيت عطا"

خط المقالة

 رحيل قبائل "آيت عطا"

إحدى القصص الحزينة والمؤثرة التي حدثت في المغرب هي قصة رحيل قبائل "آيت عطا" من جبل صاغرو في عشرينيات القرن العشرين خلال فترة الاستعمار الفرنسي.

خلفية القصة: قبائل آيت عطا هم من أقوى القبائل الأمازيغية التي سكنت جنوب شرق المغرب، واشتهروا بشجاعتهم واستبسالهم في مقاومة الاحتلال الفرنسي. قاد زعيم القبيلة، عسو أوبسلام، المقاومة ضد القوات الفرنسية التي كانت تحاول فرض سيطرتها على المناطق الجبلية، وخصوصاً في منطقة جبل صاغرو، الذي كان معقلهم الحصين.

أحداث القصة: في عام 1933، بعد سنوات من المقاومة الشرسة والقتال المستمر، قررت القوات الفرنسية إنهاء تمرد آيت عطا بالقوة. هاجمت القوات الفرنسية جبل صاغرو، لكن القبيلة صمدت بفضل معرفة أفرادها الدقيقة بالجبل وأسلوبهم في القتال.

مع اشتداد الحصار وندرة الطعام والماء، بدأت الأوضاع تسوء تدريجياً على القبيلة. كانت القوات الفرنسية تحاصر الجبل من جميع الاتجاهات وتمنع أي إمدادات عن المقاومين وعائلاتهم. مع مرور الأيام والأسابيع، أصبح الوضع مأساويًا، إذ لم تعد العائلات تجد ما تأكله، ولم يعد هناك ماء لإرواء عطشهم. الأطفال والنساء والشيوخ كانوا يعانون من الجوع والعطش، بينما كان الرجال يقاتلون حتى آخر رمق.

وصل الأمر إلى أن بعض العائلات دفنت أبنائها وهم في الجبل، في ظل ظروف غير إنسانية، ولكن ورغم هذه الظروف القاسية، رفض عسو أوبسلام التسليم للقوات الفرنسية. وبعد أن أدرك الفرنسيون أن القبيلة لن تستسلم بسهولة، قرروا تنفيذ هجوم شامل وقاسٍ استخدموا فيه كل وسائلهم العسكرية المتاحة.

في النهاية، اضطر عسو أوبسلام إلى إيقاف القتال وتقديم نفسه للمفاوضات بعد أن فقدت القبيلة العديد من أفرادها. رحلت قبائل آيت عطا من الجبل وهي مكلومة، بعد أن فقدوا الأرض التي عاشوا عليها لأجيال طويلة وأحبّوها. كان هذا الرحيل بمثابة لحظة فاجعة في تاريخ القبيلة، حيث فقدوا كل شيء تقريبًا: أرضهم، منازلهم، وكرامتهم التي قاتلوا من أجلها.

العبرة: تُعد قصة آيت عطا وجبل صاغرو مثالًا حيًا على الكفاح من أجل الحرية والكرامة في ظروف شديدة القسوة، ولكنها أيضًا تذكير بالحزن العميق الذي يمكن أن يرافق المقاومة حينما يُجبر الناس على ترك أراضيهم التي تمثل جزءًا من هويتهم وحياتهم.

تظل هذه القصة في ذاكرة المغاربة كرمز للحزن والفقد، ولكن أيضًا للصمود والشجاعة في مواجهة الظروف المستحيلة.



NomE-mailMessage